موافقة مبدئية على نقل مباراة برشلونة وفياريال إلى أمريكا

أعطى الاتحاد الإسباني لكرة القدم موافقته الرسمية يوم الإثنين على الطلب الذي تقدم به كل من نادي برشلونة ونادي فياريال لإقامة مباراتهما في إطار الجولة السابعة عشرة من منافسات الدوري الإسباني في أرض الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يمثل خطوة هامة نحو تفعيل هذه المبادرة الطموحة. وبناءً على هذا القرار، سيقوم الاتحاد الإسباني على الفور بمباشرة الإجراءات اللازمة من أجل التواصل مع مختلف الجهات المعنية والمختصة بهدف الحصول على جميع الموافقات الضرورية والتصاريح الرسمية لإقامة المباراة في الموعد والمكان المحددين.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من عدم إقامة أي مباراة دورية خارج حدود إسبانيا حتى الآن، إلا أن خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، قد بذل جهودًا مضنية وخطط بشكل مكثف لهذا المشروع الطموح في أكثر من مناسبة سابقة، وذلك بمشاركة فعالة من نادي برشلونة. ومع ذلك، لم تنجح هذه المحاولات في الوصول إلى خواتيمها السعيدة، وسرعان ما تم التراجع عن الفكرة في كل مرة لعدة أسباب وعقبات مختلفة.
وأصدر الاتحاد الإسباني بيانًا رسميًا نشره على موقعه الإلكتروني، أوضح فيه أنه بعد الحصول على موافقة مجلس الإدارة، وبعد التدقيق الكامل والشامل في جميع الوثائق والمستندات الواردة من الناديين المعنيين، سيتم توجيه خطابات رسمية إلى كل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من أجل الحصول على الترخيص والتصريح الرسمي لإقامة هذه المباراة المرتقبة على أرضية ملعب هارد روك في مدينة ميامي الأمريكية، وذلك في العشرين من شهر ديسمبر القادم.
وأفاد موقع "بارسا يونيفرسال" الإخباري بأنه بمجرد أن يمنح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) موافقته الرسمية على هذا الطلب، وعقب تحديد الموعد النهائي والرسمي للمباراة في الثلاثين من شهر نوفمبر القادم (أي قبل واحد وعشرين يومًا من موعد المباراة المحدد)، سيكون من الضروري بعد ذلك إرسال الطلب إلى اتحادي كرة القدم في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) من أجل استكمال جميع الإجراءات المتعلقة بالموافقة النهائية، وذلك بعد أن يطلع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على جميع الإجراءات والتدابير المتخذة والتي يجب أن تكون نظامية ومتوافقة تمامًا مع جميع المتطلبات والمعايير التي يفرضها.
يُذكر أن رابطة الدوري الإسباني قد حاولت مرتين بشكل رسمي تنظيم إحدى مبارياتها خارج حدود البلاد، ولكن دون تحقيق أي نجاح يُذكر في هذا المسعى. كانت المحاولة الأولى في شهر سبتمبر من عام 2018، وكانت المباراة المقترحة حينها بين فريقي برشلونة وجيرونا. إلا أن لويس روبياليس، رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم آنذاك، استخدم حقه في النقض ضد هذا المشروع الطموح بسبب خلافاته الشخصية والمهنية مع خافيير تيباس، ولم يسمح روبياليس مطلقًا بإحالة هذا الاقتراح إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) للموافقة عليه.
أما المحاولة الثانية، فكانت في شهر أكتوبر من عام 2024، عندما أرسلت الرابطة طلبًا جديدًا لإجراء مباراة بين فريقي برشلونة وأتلتيكو مدريد في مدينة ميامي الأمريكية، وذلك في العشرين من شهر ديسمبر. إلا أن مجلس الاتحاد المحلي لكرة القدم، ونظرًا للوضع المؤقت الذي كان يمر به في ذلك الوقت بعد استقالة لويس روبياليس من منصبه، رأى أن الوقت غير مناسب على الإطلاق للموافقة على هذا المشروع وتنفيذه على أرض الواقع.
وكانت هناك محاولة أخرى في الموسم الماضي لتنظيم مواجهة كروية مثيرة بين فريقي برشلونة وأتلتيكو مدريد في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هذه المحاولة قد أُجهضت في مهدها سريعًا من أجل إعادة هيكلة المشروع وتطويره بشكل أفضل قبل المضي قدمًا فيه.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد قام بإنشاء مجموعة عمل خاصة ومكلفة بالنظر في مسألة إقامة مباريات الدوريات المحلية خارج حدود بلدانها الأصلية، وذلك بعد أن كان الاتحاد الدولي قد أبدى معارضته الشديدة لهذه الفكرة في السابق، وذلك بسبب مخاوفه من أن تؤدي هذه الخطوة إلى اقتطاع جزء كبير من المداخيل المقدرة للأندية المحلية في البلدان المضيفة.
ويهدف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قبل الموافقة على أي إجراءات أو تدابير في هذا الشأن، إلى معالجة العديد من القضايا الهامة والحساسة، مثل مدة الإشعار المتعلقة بجدول المباريات، والتأثير المحتمل في توازن المنافسة الرياضية، وتطوير كرة القدم في البلدان المضيفة، وكذلك الأخذ في الاعتبار ما إذا كانت قد اتُخذت الترتيبات الكافية لتمكين مشجعي الفرق التي تلعب خارج أراضيها من حضور المباريات وتشجيع فرقهم في البلدان المضيفة.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد رفض في وقت سابق طلبًا تقدمت به شركة "ريليفانت سبورتس" المتخصصة في الترويج للمباريات حول استضافة مباراة من الدوري الإكوادوري في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2019.